اوقات فراغ

بعد قهر فجَّرَ صمتَه .. وبعد كتمان طويل هزَّ كيانه .. جلس الفراغ ُ ذات يوم مشغولا .. حزينا .. مهموما .. كسيرا .. مطأطيءَ الرأس .. رافعا يديه إلى الله يبث الشكوى إليه .. جئت فسألته مالكَ يا فراغ ؟ .. قال ؟ عجبتُ لكم .. قلت له : ممَّ ؟ فقال :
>
>
>
>
>
>
>
>
>
لما رأيتُ هموم الأمة .. وحاجتها للشغل الطويل : >>
كم من أرملة فيها تحتاج من يؤنس وحدتها ؟؟ ..
وكم من يتيم يتمنى يدا حانية تربت على كتفيه ؟؟ ..
كم من حزين يرجو مار طريق يبستم في وجهه ؟؟ ..
ليتنشله من ذلك الحزن ؟؟ ..
وكم من فقير يتمنى رفيقاً غني ؟؟ ..
كم من وحيد بحاجة لصديق ؟؟ ..
كم من ضال بحاجة لدليل يهديه ؟؟..
كم يحتاج جسدنا الواحد للرعاية والإهتمام ؟؟ ..
كم تحتاج أمتنا لأوقات الشباب ؟؟ والفتياااات ؟؟..
كم وكم وكم وألف كم ؟؟..

سكت الفراغ فجأة .. وصرخَ في وجهي ..
ونشيجه تكاد له صمُّ الصخور ِ تتصدع ..
الشغل كثيييييييييير .. والوقت قلييييييييل ..
والذي يهز كياني ويؤرقني ليل نهار :أني وجدت
رصيدي في بنك راحتكم كبير جدا جدا ..
وهناك أعمال كثيرة وأشغال طويلة .. لم تنفقوني فيها ..

أرجوكم .. فكوا قيدي ..
خذوني معكم لنحلق في السماء ..
لنذوق طعم العز ولذة الحياة ..
اجعلوني في أهداف سامية ..
في طموحات راقية .. في حديث مميز
في أي شيء جميل ..
لا تتركوني أموت صريعا .. معكم حين تموتون ..