الصَّداقَة ! ]
أشْعُرُ أنَّها تُرافِقُني في سَكَناتي وَ حَرَكاتي ~
تُحْكِمُ رِباطي بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ حَوْلي ~
تُسَلّيني ، تُسْعِدُني ، تُحْييني !
قَدْ يَخْطُرُ على ذِهْنِ أحَدِكُمْ أنّني أتَحَدّثُ عَنْ صَداقَتي مَعَ البَشَرِ فَقَطْ !
وَلكِنّي في الحَقيقَةِ أرْنو إلى ما هُوَ أبْعَدُ مِنْ ذلِكْ ~
إلى صَداقَةٍ مَعَ الحَياةِ بِأسْرِها !
ألَيْسَ ذلِكَ جَميلاً ؟!
عِنْدَما أعْقِدُ مُعاهَدَةَ صُلْحٍ مَعَ الحَياة ، أشْعُرُ بِسَعادَةٍ غامِرَة ~
وَمُتْعَةٍ لا حُدودَ لَها ~
حَيْثُما ألْتَفِتْ أجِدُ لي صَديقاً فَأبْتَسِمْ !
مَدْرَسَتي صَديقَتي ~
حاسوبي صَديقي ~
الكُتُبُ صَديقَتي ~
قَلَمي صَديقي ~
مُعَلّماتي صَديقاتي ~
الطّبيعَةُ بِكُلَّ ما فيها صَديقَتي ~
الأناشيدُ صَديقَتي ~
أفلامُ الكَرْتونِ الّتي لازِلْتُ أعْشَقُها ، أيْضاً صَديقَتي !
بَلْ وَحَتّى نَفْسي الّتي بَيْنَ جَنْبَيْ صَديقَتي !
نَعَمْ ، صَديقَتي !
فَنُفوسُنا تِلْكَ المُخْتَبِئَةُ في تابوتِ الرّوحْ ما هِيَ إلّا نَحْنْ ، وَلَيْسَتْ نَحْنْ !
لِأنّها لَوْ كانَتْ نَحْنُ فِعْلاً لَما قَسَوْنا عَلَيْها ، لَما أرْهَقْناها ، لَما قَتَلْناها ! ~
لَما قَسَوْنا عَلَيْها بِإهْمالِنا لَها ~
لَما أرْهَقْناها بِطَمَعِنا وَاسْتِعْلائِنا ~
لَما قَتَلْناها بِذُنوبِنا وَمَعاصينا ~
نُفوسُنا تَتوقُ إلى الدّفْءْ !
إلى الحُبْ !
إلى الأمانْ !
لِنَمْنَحْها شَيْئاً مِنْ حَياة !
وَلْنُعاهِدْها عَلى صَداقَةٍ تَدومُ إلى الأبَدْ !